أوسانا كوك، البنت التي لديها كل ما تريد لديها الجمال، المال، النفوذ و كذا و كذا...

أبوها ألماني الجنسية صاحب شركة سيارات يابانية... و أمها إبنة رجل أعمال مشهور...


تقضي العطل و الإجازات في منزل أبيها بألمانيا، و عندما تذهب للمدرسة تأتي في إحدى سيارات أبيها مع سائق خاص...


تلك القصة التي يعتقدها الناس عني لكن هم لا يعلمون أن لكل هذا الترف قرف يقابله...


لن أنكر أنه كان لدي كل شيء و أني عشت في افخم المنازل لكني افتقرت إلى المتعة في حياتي....


و الأن يا أصحاب سأروي لكم حياتي المؤلمة كي تعلموا أن كل شيء جيد يرافقه شيء سيء...


كان أبي لا يبقى في المنزل و يزورنا بشكل أسبوعي في العطل و أحيانا يزورنا كل شهر، و بالنسبة لأمي فكانت تبقى معي في المنزل نلعب و نمرح....


"أمي هل نلعب الغميضة؟ "


"حسنا كما تريدين ابنتي.. "


"أمي اقرئي لي هذه القصة! "


"نعم بالطبع يا ابنتي...."


كان لدي كل ما ابتغيت حتى حدث ما حدث... كان ذلك عندما كنت في الرابعة من عمري....


بعدما اصيبت أمي بسرطان على مستوى الرحم و قد شخص الأطباء أنه لا أمل لها في الولادة من جديد اذا تم شفاؤها...


حزن والدي من هذا الامر فهو حلم بامتلاك ولد كي يرث عنه اسم شركته و لكن الاسوء من ذلك أن خطورة سرطان أمي قد جعلتها تقوم بعدة عمليات في مختلف البلدان...


فرنسا، أمريكا ، و ألمانيا كل هذه البلدان سافرت امي لهذه البلدان من أجل ايجاد حل لمشكلة الولادة و لكن ما باليد حيلة و بهذا استسلم أبي للوضع و قرر تأكيد طلب نزع السرطان بالمواد الكييائيك، و لكن كثرة السفر أثرت بجسد أمي الضعيف مما جعلها تبقى في الفراش لمدة طويلة حتى أن الاثار الجانبية للمرض مثل التشنجات و الصداع المفاجئ لازالت حتى الآن.


و في وسط كل هذه الفوضة تركت في رعاية المربية و اصبح والدي يزورانني مرة كل شهر او يتصلان احيانا... كنت غير متقبلة للوضع و اصبحت مشاغبة اتذكر ذلك اليوم في السادسة من عمري عندما زارني ابي و كانت أمي في الكرسي المتحرك... اتيا ليتفقدا وضعي في المدرسة الابتدائية و في المنزل....


ب


دأ كل هذا عندما عاد والداي من رحلة سفر من فرنسا عندما كان لأبي صفقة بيع و أمي ذهبت معه بحثا عن علاج لحالتها و لكنها لم تجد حلا...


عندما دخل والداي فرحت كثيرا لأني لم أراهما منذ مدة فعانقت والدي و قبلت امي، كانت معهما امرأة ، يبدو أنها طبيبة أمي.


بعدها ذهب والدي لغرفتهما مع الطبيبة و انا جلست انتظرهما و قد كان موعد الغداء قد حان فجاءت المربية و قالت: "أوسانا الصغيرة لماذا تمسكين صحن الطعام و انت جالسة هنا؟ تعالي لتتناولي طعامك"


"لا اريد ان تطعمني أمي..."


"السيدة متعبة و لن تستطيع اطعامك تعالي إلى هنا..."


فشدتني من معصمي و اخذتني و بدأت بالصراخ حتى خرج والداي فقال أبي:" مالذي يحدث..."


فأجبته: "اريد ان تطعمني أمي!"


فهز رأسه رافضا و بدأت بالصراخ اكثر و الخادمة تقول:" تعالي معي! "


فخرجت امي من الغرفة مع الطبيبة و هي تمشي بصعوبة فقالت:" ماذا يحدث؟! "


فقمت برمي الصحن و الجري نحوها، الا ان الصحن اصاب رجل المربية و بدأت بالنزيف، قلت في نفسي:" يا إلهي ماذا فعلت! "


جرحت رجلها و بدأت بقول انها اكتفت مني و من تربيتي و انني اكثر بنت مشاغبة ربتها.


فقال لها ابي محاولا تهدئتها: "لا تقلقي سأقوم بتحمل تكاليف العلاج"


فأجابته المربية: "لا أريد تعويضا هذه ليست المرة الأولى التي تقوم بإيذائي فيها اكتفيت سوف استقيل. "


فقال أبي:" انتظري سأدفع لكي أكثر"


فردت عليه:" فلتذهب انت و نقودك إلى الجحيم! "


ثم رمت بذلة التنظيف أرضا و رحلت، غضب أبي جدا و قال صارخا:" لقد اكتفيت من كل هذا إنها المربية الرابعة التي نستأجرها، لماذا لا تكونين مهذبة! "


فذهبت إلى أمي خائفة و أجابته و هي تمسك يدي:" لا تقلق جيمس سنجد مربية أفضل و انت يا أوسانا عديني أن تكوني فتاة مهذبة من اليوم، احم... احم..."


رأيت امي تسعل دما فقلت: "امي ماذا بك؟ "


" لا شيء احم.. احم... "


فأتت طبيبتها و هي تقول لأبي:" سيد جيمس أعطها هذا الدواء بسرعة لقد نزف جرحها الداخلي من جديد..."


فقال أبي:" كيسامي أسرعي... اشربي هذا الدواء! "


" لا داعي انه مجرد تسرب خفيف احم.... احم..."


"يا إلهي لقد أغمي عليها" قالت الطبيبة.


فقال أبي:" اسرعي فلتأخذي اوسانا لغرفتها سأخذها للمشفى.. "


" حسنا تعالي صغيرتي اوسانا."


فقلت في نفسي بصدمة :" أمي.... هل ستكون بخير.... هل تصرفاتي كانت السبب لهذا... يا إلهي فلتحمي أمي و سأكون فتاة مهذبة بدأ من اليوم...."


و بعد الفحوصات الطبية و العمليات صرح الطبيب:" لقد كان نزيفا داخليا حدث على مستوى شرايين الرئتين كانت يمكن ان تختنق اذا تأخرتم لمدة أطول"


و منذ ذلك اليوم أصبحت مطيعة و أقضي معظم الوقت في غرفتي و أرسلني والداي للعيش مع جدتي في طوكيو لكي ترتاح أمي.


و في ظل كل هذا الألم و المعاناة و جدت شخصا واحدا استطيع ان ابتسم معه و اضحك دون إخفاء مشاعري أو التظاهر نعم إنه أعز صديق لي.... لقد تعرفت على تشارلن



2021/01/15 · 232 مشاهدة · 799 كلمة
THE EAGLE
نادي الروايات - 2024